أفاد مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن قاذفات B-2 الأمريكية شاركت في الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إيران تعترف بقصف منشآت فوردو ومواقع أخرى
ظهر حسن عابديني، نائب مدير الشؤون السياسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، في بث مباشر على التلفزيون الرسمي منذ قليل، مؤكداً أن إيران قد أخلت المواقع النووية الثلاثة المستهدفة “منذ فترة”.
يأتي هذا الإعلان بعد تقارير أفادت بأن أربع قاذفات شبحية أمريكية من طراز B-2، برفقة طائرات تزود بالوقود جواً، أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، ما أثار التكهنات حول احتمال تنفيذ ضربة استباقية على منشأة فوردو النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض.
وبحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية وتصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الطائرات كانت متجهة نحو القاعدة البحرية الأمريكية في غوام بالمحيط الهادئ. ومن هناك، يمكن إعادة توجيه القاذفات إلى قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي، وهي قاعدة تقع ضمن مدى الأهداف الإيرانية.
منشأة فوردو تحت التهديد
تأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أشار الرئيس ترامب إلى أن قراراً بشأن العمل العسكري قد يُتخذ “في غضون أسبوعين”.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن ترامب يدرس بجدية الموافقة على تنفيذ ضربة ضد منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في فوردو — وهي منشأة محصنة تقع على عمق 300 قدم تحت جبل قرب مدينة قم، وتُعد من أهم البنى التحتية النووية الإيرانية إلى جانب منشآت نطنز وأصفهان.
القدرات الخاصة لقاذفات B-2
تُعد قاذفة B-2 سبيريت، التي تبلغ تكلفة الوحدة منها نحو 2.1 مليار دولار، من أكثر الطائرات تطوراً وكلفة في الترسانة الأمريكية، وتمتاز بقدراتها الشبحية، ومدى طيرانها العالمي، وإمكانية تسليحها برؤوس نووية وتقليدية.
وتُعد B-2 الطائرة الوحيدة القادرة على حمل قنبلة “خارقة للتحصينات” من طراز Massive Ordnance Penetrator (MOP) التي تزن 30 ألف رطل، والمصممة خصيصاً لتدمير المنشآت العسكرية المدفونة عميقاً.
ورغم أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تصدر بياناً رسمياً حول المهمة، يرى محللون عسكريون أن نشر هذه القاذفات هو رسالة واضحة على الجاهزية والردع، خاصة في ظل توقيت التحرك والأهداف المحتملة
الجانب الإيراني يؤكد ويقلل من الأثر
أضاف عابديني أنه “حتى لو كانت مزاعم ترامب صحيحة بشأن الضربات، فإن إيران لم تتعرض لضربة كبيرة لأن المواد قد أُخرجت مسبقاً”
كما أقر مرتضى حيدري، المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم، أن “جزءاً من منطقة موقع فوردو النووي تعرض لهجوم جوي”، وفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية.
جاء هذا الهجوم في ظل تصاعد القتال الجوي بين إسرائيل وإيران لأكثر من أسبوع، ما أسفر عن قتلى وجرحى في كلا البلدين
وقد بررت إسرائيل هجماتها بأنها تهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، فيما تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط
حتى الآن، فشلت الجهود الدبلوماسية الغربية في وقف الأعمال العدائية
وفي منشور آخر على مواقع التواصل، قال ترامب: “فوردو انتهت”، في إشارة على ما يبدو إلى المنشأة النووية المدفونة في نطن