تمكنت السلطات الإسبانية من اكتشاف نفق سري يربط مستودعًا مهجورًا في المنطقة الصناعية بالقرب من معبر “تاراخال” بين مدينة سبتة الإسبانية ومدينة الفنيدق المغربية، وذلك في إطار عملية أمنية لمكافحة تهريب المخدرات.
أسفرت العملية عن اعتقال العديد من الأشخاص، بينهم ضباط في الحرس المدني الإسباني، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد جميع المتورطين في القضية. وكشفت الصحيفة الإسبانية “إلفارو دي سبتة” عن التفاصيل المتعلقة بالاكتشاف.
البداية: تحقيق سري واستمرار التحقيقات
تعود القضية إلى عام 2023 عندما رصدت الأجهزة الأمنية الإسبانية تحركات مشبوهة تشير إلى تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى شبه الجزيرة. كان يشتبه في استخدام مركبات ثقيلة ومقطورات لتمرير الشحنات، ما دفع وحدة الشؤون الداخلية الإسبانية لفتح تحقيق سري استمر لأشهر. هذه التحقيقات كشفت عن اختلال في منظومة مراقبة الحدود، مما دفع السلطات الإسبانية لإطلاق عملية أمنية واسعة عُرفت إعلاميًا باسم “هاديس”.
كشف النفق وتفاصيل عملية التهريب
في يناير 2024، نفذت قوات الحرس المدني مداهمات استهدفت مواقع يُعتقد أنها استخدمت لتهريب المخدرات، حيث تم اكتشاف النفق داخل مستودع مغلق منذ عدة سنوات. ووصفته صحيفة “إل سبانيول” بـ”العمل الهندسي”، حيث أظهرت التحقيقات أن المهربين حفروه بسرية تامة باستخدام معدات متطورة.
كان النفق يُستخدم لنقل المخدرات من المغرب إلى سبتة، ومن ثم يتم تحميلها في شاحنات لتجاوز الرقابة الأمنية ونقلها إلى الجنوب الإسباني عبر البحر الأبيض المتوسط.
الاعتقالات وتفاصيل التحقيقات
أكدت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أنه تم اعتقال 14 شخصًا في إطار التحقيقات، من بينهم موظف في السجن ونائب في البرلمان المحلي بسبتة عن حزب “حركة الكرامة والمواطنة”، بالإضافة إلى اثنين من عناصر الحرس المدني. وقد تم ضبط هؤلاء في سياق التحقيق المتعلق بتهريب 6 أطنان من المخدرات على متن ثلاث شاحنات.
وتشير التحقيقات إلى أن النفق يمتد بعمق 12 مترًا وطول 50 مترًا داخل جيب سبتة. وكان النفق مجهزًا بإضاءة ووسائل دعم خشبية، ويُستخدم لنقل حزم من المخدرات تزن كل واحدة منها 50 كيلوغرامًا.
تنسيق بين إسبانيا والمغرب لمواصلة التحقيقات
تواصل السلطات الإسبانية والمغربية التحقيقات للكشف عن الامتداد الكامل للنفق، مع مساعٍ دبلوماسية رفيعة المستوى لتعزيز التعاون بين البلدين. كما أن فرق الإطفاء الإسبانية ووحدة المركبات المتنقلة في عمليات شفط المياه تواصل البحث وسط صعوبات تقنية للكشف عن تفاصيل هذا النفق السري.

 
				 
				 
				 
				

