قال مسؤول أمني رفيع إن الشرطة الأسترالية حددت هوية أحد المشتبه بهم في هجوم مسلح وقع يوم الأحد على شاطئ بوندي في سيدني، وذلك في تصريح لهيئة الإذاعة الأسترالية (ABC).
وأفاد مسؤولون أستراليون بمقتل عشرة أشخاص وإصابة نحو اثني عشر آخرين بجروح، بعدما فتح مسلحون النار خلال فعالية مرتبطة بعيد يهودي على الشاطئ. وأعلنت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز توقيف شخصين، بينما ذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أن أحد المسلحين على الأقل قُتل خلال الحادث.
وبحسب المسؤول الأمني، فقد تم التعرف على المشتبه به على أنه نافيد أكرم، المقيم في ضاحية بونيريغ في سيدني، دون أن تذكر هيئة الإذاعة الأسترالية أي معلومات عن جنسيته.
وأضاف التقرير أن «المنزل الذي يقيم فيه أكرم كان يتعرض لمداهمة من قبل الشرطة مساء الأحد»، وفق ما نقلته ABC عن المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقالت الشرطة الأسترالية إنها عثرت على «عبوة ناسفة بدائية الصنع» داخل سيارة مرتبطة بأحد المشتبه بهم في الهجوم الدموي. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون، خلال مؤتمر صحفي: «عثرنا على عبوة ناسفة بدائية داخل سيارة مرتبطة بالمنفذ القتيل».
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الحادث بأنه «صادم ومؤلم»، مؤكدًا أن «فرق الطوارئ موجودة على الأرض وتعمل على إنقاذ الأرواح».
وقال أحد شهود العيان، هاري ويلسون (30 عامًا)، لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد: «رأيت ما لا يقل عن عشرة أشخاص ملقين على الأرض والدماء في كل مكان».
وذكرت الصحيفة نفسها أن بائع فاكهة يبلغ من العمر 43 عامًا يُدعى أحمد الأحمد تمكّن من نزع سلاح أحد المهاجمين بعد أن اشتبك معه. وأضافت أن أحمد «وضع نفسه في خط النار لنزع البندقية من المهاجم، وأصيب لاحقًا برصاصتين على الأقل». ونقل عن ابن عمه مصطفى قوله إن أحمد أُصيب في يده وذراعه العلوية، وهو يتلقى العلاج في المستشفى، مضيفًا: «نأمل أن يكون بخير. إنه بطل بنسبة 100 في المئة».
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن اليهود الذين تجمعوا لإضاءة الشمعة الأولى من عيد حانوكا على الشاطئ تعرضوا لهجوم من «إرهابيين أوغاد». كما أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن صدمته من إطلاق النار.
وأضاف ساعر أن «هذه هي نتائج موجة معاداة السامية في شوارع أستراليا خلال العامين الماضيين»، على حد تعبيره.
ويُعد شاطئ بوندي أحد أشهر الشواطئ في العالم، ويشهد عادة ازدحامًا كبيرًا بالسكان المحليين والسياح، خاصة في أمسيات عطلات نهاية الأسبوع الدافئة.
وقال أليكس ريفتشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، لشبكة سكاي نيوز: «إذا كنا قد استُهدفنا عمدًا بهذه الطريقة، فهذا أمر يفوق ما كان يمكن لأي منا تخيله. إنه أمر مروع».

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصة «إكس» حالة من الفوضى، حيث شوهد أشخاص يفرّون من الشاطئ والحديقة القريبة وسط أصوات إطلاق نار وصفارات الشرطة. وأظهرت مقاطع أخرى رجال شرطة وهم يطرحون مشتبهين أرضًا على جسر للمشاة، في حين حاول المسعفون إنعاش أحدهم.
وجاء الهجوم بعد قرابة 11 عامًا من حادثة احتجاز رهائن في مقهى ليندت في سيدني، التي أسفرت عن مقتل رهينتين والمسلح بعد حصار دام 16 ساعة.
وعبّرت زعيمة المعارضة الأسترالية، سوزان لي، عن حزنها الشديد، قائلة إن الأستراليين «في حداد عميق الليلة، مع عنف كراهية يضرب قلب مجتمع أسترالي أيقوني».
وفي باكستان، أدان الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف الهجوم، وقدما تعازيهما للضحايا في بيانين منفصلين، مؤكدين تضامن باكستان مع أستراليا وإدانتها للعنف ضد المدنيين الأبرياء.



