رئيس الوزراء شهباز شريف: باكستان تقع في قلب طرق التجارة الإقليمية

أكد رئيس الوزراء محمد شهباز شريف أن باكستان تمثل “نقطة التقاء فريدة” تربط بين الممرات الاقتصادية الصينية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، وتعمل كمحور حيوي لتواصل الأسواق والشعوب، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجارة والتعاون في مجال الطاقة.

جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لمؤتمر وزراء النقل الإقليمي الذي انعقد على مدى يومين تحت شعار “الترابط الإقليمي: فرص من أجل المنطقة”، حيث شدد شهباز شريف على الدور الجغرافي والاقتصادي المركزي لباكستان في تعزيز التكامل الإقليمي.

وشارك في المؤتمر وزراء النقل ومندوبون من 20 دولة، إلى جانب ممثلين عن بنك التنمية الآسيوي (ADB) ومنظمة التعاون الاقتصادي (ECO) والاتحاد الدولي للنقل الطرقي (IRTU)، واستضافته وزارة المواصلات الباكستانية.

وقال رئيس الوزراء: “إن هذا التعاون سيعزز مصالحنا المشتركة في إحلال السلام، ويدعم جهود التنمية في المنطقة. فلنزرع معاً بذور التعاون لنحصد ثمار التقدم والازدهار لشعوبنا ومنطقتنا والعالم أجمع.”

وأكد شهباز شريف أن مشروعات الربط الإقليمي، مثل الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني (CPEC) والمشاريع العابرة للحدود من سكك حديدية وطرق، ستسهم في تكامل الاقتصادات الإقليمية وفتح عهد جديد من التعاون في مجالات التجارة والطاقة.

وأضاف أن الأراضي التي تُعرف اليوم بباكستان كانت، منذ قرون، معبراً تجارياً مهماً من طريق الحرير القديم إلى مبادرة الحزام والطريق الحديثة، مشيراً إلى أن التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية أعادت الحياة إلى هذا الممر القديم وجعلته ضرورة استراتيجية للمستقبل.

وأوضح أن الموقع الجغرافي لباكستان، الذي يربط بين بحر العرب والخليج الفارسي، يجعلها في ملتقى الصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، مشيراً إلى أن موانئ جوادر وكراتشي تمثل نقاط عبور بحرية رئيسية على طريق الحرير البحري.

وأشاد شهباز شريف برؤية شقيقه رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، مؤكداً أن توقيع اتفاقية الممر الاقتصادي الصيني–الباكستاني كان خطوة تاريخية ربطت أسواق الصين وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط. وأضاف أن باكستان تدخل الآن المرحلة الثانية من CPEC، التي تركز على الشراكات بين مؤسسات القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الصينية وتعزيز الازدهار المشترك.

وأشار كذلك إلى مشاريع سكك الحديد الجارية مثل الخط الحديدي العابر لأفغانستان (Trans-Afghan Railway) وممر إسلام آباد–طهران–إسطنبول، بالإضافة إلى خطط لتعزيز الربط الجوي مع دول آسيا الوسطى في إطار اتفاقيات مثل اتفاقية TIR.

وأكد رئيس الوزراء أن مفهوم الربط لا يقتصر على الطرق والسكك الحديدية فحسب، بل يشمل أيضاً البنية التحتية الرقمية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أن الشباب الباكستاني، الذي يشكل 60٪ من السكان بين 15 و30 عاماً، هو أعظم ثروة للبلاد.

وفي كلمته الختامية، قال وزير المواصلات عبدالعليم خان إن المشاركين أكدوا التزامهم بتعزيز الترابط الإقليمي كوسيلة لتحقيق الازدهار المشترك، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على إيجاد آليات تمويل مبتكرة وتوسيع الشراكات مع المؤسسات المالية الدولية.

كما دعا المشاركون إلى تسهيل أنظمة التأشيرات، وتحسين إجراءات السلامة المرورية، وتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق نمو مستدام وشامل في المنطقة.