نفذت هيئة مطارات باكستان (PAA) يوم الخميس تمرين طوارئ ميداني واسع النطاق تحت الاسم الرمزي “AIRCON-25” في مطار إسلام آباد الدولي، أظهر تنسيقًا نموذجيًا واستجابة سريعة والتزامًا بمعايير منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) الخاصة بالسلامة.
وجرى هذا التمرين الكبير وفقًا لمعايير وممارسات الإيكاو الموصى بها، بهدف تقييم مستوى الجاهزية والتنسيق والكفاءة التشغيلية لجميع وكالات الاستجابة للطوارئ العاملة في المطار.
وشملت المحاكاة حادثًا كبيرًا لطائرة من طراز “إيرباص A320” تلاه حريق وهمي ناجم عن وقود الطائرات، ما أوجد سيناريو طوارئ واقعيًا للغاية.
وكان الهدف من التمرين اختبار قدرة المطار على التعامل مع حادث طيران واسع النطاق، بما في ذلك مكافحة الحرائق، وعمليات الإنقاذ، والإخلاء الطبي، والتواصل بين الوكالات في ظروف الضغط العالي.
وقد أظهرت خدمات الإنقاذ والإطفاء (RFFS) كفاءة استثنائية من خلال الاستجابة ضمن الإطار الزمني المحدد من قبل الإيكاو، حيث تمكنت بسرعة من إخماد الحريق الوهمي وبدء عمليات الإنقاذ والإخلاء الطبي.
ومن أبرز جوانب التمرين مشاركة مروحية “MI-17” تابعة لطيران الجيش، قامت بإخلاء طبي جوي لمصاب حرج (دمية محاكاة) إلى أحد المرافق الصحية، في خطوة أبرزت التنسيق الفعال بين الوحدات العسكرية والمدنية في حالات الطوارئ.
وأُجري التمرين تحت إشراف السيد سيد افتاب علي شاه جيلاني، المدير التنفيذي ومدير المطار، فيما تولى المسؤول CFRO محمد طارق تنسيق التمرين. وأكد المسؤولان أن النجاح في تنفيذ “AIRCON-25” يعكس جاهزية مطار إسلام آباد التشغيلية والتزامه التام بمعايير السلامة الخاصة بالإيكاو.
وأشاد الأستاذ الدكتور محمد عمر (وسام الامتياز، وسام الهلال)، نائب رئيس جامعة راولبندي الطبية والضيف الرئيسي في المناسبة، بالمهنية وروح الفريق والتفاني التي أظهرتها جميع الجهات المشاركة، مؤكدًا أن مثل هذه التمارين التعاونية تعزز القدرات الوطنية في الاستجابة لحالات الطوارئ الجوية وتلعب دورًا حيويًا في حماية الأرواح البشرية.
وشاركت في التمرين مجموعة واسعة من الجهات، من بينها: الخطوط الجوية الباكستانية (PIA)، قوة أمن المطار (ASF)، طيران الجيش، الإنقاذ 1122، مؤسسة إيدهي، معهد العلوم الطبية في باكستان (PIMS)، مستشفى راولبندي التعليمي، مستشفى بنظير بوتو، مستشفى العائلة المقدسة، مستشفى الكانتون العام، وكالات المناولة الأرضية، لجنة تشغيل الخطوط الجوية، هيئة إدارة الكوارث، وعدد من الدوائر الحكومية الأخرى.
وقد تابع مراقبون ومحكّمون من هيئة الطيران المدني (CAA) ومن قطاع الطيران ومنظمات الإنقاذ التمرين عن كثب، وأشادوا بواقعيته وانضباطه ومستوى التنسيق العالي بين الوكالات، مؤكدين أن مثل هذه المحاكاة الكاملة ضرورية لتحديد مجالات التحسين الإجرائي وتعزيز آليات الاستجابة.
وفي إطار رؤية المدير العام لهيئة المطارات، السيد ذيشان سعيد، أكد المدير التنفيذي افتاب جيلاني أن الجاهزية المستمرة، والتدريب الواقعي، والتعاون الوثيق بين الوكالات تبقى ركائز أساسية في مهمة الهيئة للحفاظ على معايير عالمية في سلامة الطيران والمرونة التشغيلية وحماية المسافرين في مطارات باكستان.
وعلى الرغم من ضخامة التمرين، استمرت عمليات الطيران وخدمات الركاب في مطار إسلام آباد الدولي بشكل طبيعي، مع اتخاذ إجراءات سلامة صارمة لضمان عدم تأثر الأنشطة الاعتيادية في المطار.
