باكستان تعمل على مشاريع سكك حديدية وطرق عابرة للحدود: رئيس الوزراء

أكد رئيس الوزراء شهباز شريف، يوم الجمعة، على أهمية الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC) ومشاريع السكك الحديدية والطرق العابرة للحدود، مشيراً إلى أن مشاريع الاتصال هذه ستعزز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، وتفتح عهداً جديداً من التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة داخل المنطقة وخارجها.

وقال رئيس الوزراء، في كلمته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر وزراء النقل الإقليمي الذي استمر يومين، إن التعاون في مجالي التجارة والاقتصاد يمثل معادلة رابحة للجميع ويعود بفوائد كبيرة على كافة الأطراف.

وأضاف: “سيعزز هذا التعاون مصالحنا المشتركة في تحقيق السلام، ويدعم جهود التنمية في المنطقة. دعونا نزرع معاً بذور التعاون لنحصد ثمار التنمية والازدهار لشعوبنا ومنطقتنا والعالم أجمع.”

استضافت المؤتمر وزارة الاتصالات تحت عنوان “الترابط الإقليمي: فرص للمنطقة”، وشارك فيه وزراء النقل ومندوبون من 20 دولة، إلى جانب منظمات دولية مثل بنك التنمية الآسيوي، ومنظمة التعاون الاقتصادي، والاتحاد الدولي للنقل البري، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ.

وأوضح رئيس الوزراء أن باكستان كانت، عبر القرون، مركزاً للربط الإقليمي، فمن طريق الحرير القديم إلى مبادرة الحزام والطريق الحديثة، كانت هذه المنطقة دوماً معبراً للتواصل والفرص. وقال: “إن التحولات الجيوسياسية العالمية والأولويات الاقتصادية المتنامية قد أحيت هذا الممر التاريخي، محولةً إياه من إرثٍ من الماضي إلى ضرورة استراتيجية لمستقبلنا.”

وأشار إلى أن موقع باكستان الجغرافي يربط بين المياه الدافئة للبحر العربي والخليج العربي، وأنها تقع عند تقاطع الصين والجسر البري الأوراسي والشرق الأوسط، واصفاً إياها بأنها “نقطة التقاء فريدة للممرات الاقتصادية” التي تربط الصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط الأوسع.

كما أكد أن السواحل الباكستانية الطويلة تجعل من موانئ جوادر وكراتشي نقاط عبور رئيسية على طريق الحرير البحري.

وأشاد شهباز شريف برؤية وبُعد نظر شقيقه ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي وقّع على مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، واصفاً إياه بأنه تجربة تحوّلية ربطت الأسواق والشعوب عبر الصين وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والشرق الأوسط، وفتحت مسارات جديدة للتجارة والتعاون في مجال الطاقة.

وأبلغ المشاركين الدوليين أن باكستان، بعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع، تدخل الآن مرحلة جديدة “CPEC 2.0” تركز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز فرص الاستثمار للشركات الصينية في باكستان، ودفع عجلة الازدهار المشترك.

وأضاف أن البلاد تعمل حالياً على عدة مشاريع للربط بالسكك الحديدية، مثل السكك الحديدية العابرة لأفغانستان ومشروع إسلام آباد–طهران–إسطنبول، إلى جانب تعزيز الروابط الجوية مع جمهوريات آسيا الوسطى، ضمن أطر مثل اتفاقية TIR.

وأوضح أن مفهوم الاتصال لا يقتصر على الطرق والسكك الحديدية والربط الجوي، بل يشمل أيضاً البيانات والابتكار والتكامل التكنولوجي، مشيراً إلى أن باكستان تستثمر في البنية التحتية الرقمية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

وأضاف أن 60% من سكان باكستان تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، ما يشكل تحدياً وفرصة في آنٍ واحد، قائلاً: “قد لا نمتلك النفط، لكن شبابنا هم أعظم ثروة لدينا، وهم من سيقودون باكستان نحو التقدم والازدهار في المستقبل.”

في وقت لاحق، زار رئيس الوزراء المعرض المرافق للمؤتمر وتجول في أجنحة عدة جهات، منها مؤسسة الخدمات اللوجستية الوطنية وهيئة الطرق الوطنية والسكك الحديدية الباكستانية، حيث التقى بممثلي شركات باكستانية مختلفة.

وفي ختام المؤتمر، أكد وزير الاتصالات عبد العليم خان أن المشاركين جددوا التزامهم بتعزيز الربط الإقليمي كطريق نحو الفرص والازدهار المشترك، وشددوا على ضرورة تعزيز الروابط وابتكار وسائل تمويل جديدة، وبناء شراكات مع المؤسسات المالية الدولية.

كما أشار إلى أن المشاركين أكدوا أهمية تسهيل أنظمة التأشيرات وتطبيق إجراءات السلامة المرورية لحماية مستخدمي الطرق الأكثر عرضة للخطر.

وعبّر الوزير عن أمله في أن تكون هذه المناقشات منطلقاً لتعاون عملي في الأشهر المقبلة، مؤكداً استعداد حكومة باكستان لتيسير الحوار والمشاريع المشتركة والمبادرات التي تخدم الأجندة الإقليمية المشتركة.

وفي سياق آخر، دعا رئيس الوزراء شهباز شريف المستثمرين القطريين إلى استكشاف فرص جديدة للتعاون في إطار مجلس تسهيل الاستثمار الخاص الذي أطلقته حكومته.

وخلال لقائه في إسلام آباد بوزير التجارة والصناعة القطري الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، شدد رئيس الوزراء على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والزراعة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والبنية التحتية.

وأعرب شهباز شريف عن ارتياحه لمسار العلاقات الإيجابي بين البلدين، القائم على الإيمان المشترك والقيم المتبادلة والاحترام المتبادل، مشيداً بدور قطر كـ شريك إقليمي مؤثر ووسيط فاعل.

كما نقل الوزير القطري تحيات القيادة القطرية، مؤكداً التزام الدوحة بتعميق التعاون الاقتصادي مع باكستان، مشيراً إلى أن الدورة السادسة للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين تشكل منصة مهمة لمراجعة التعاون القائم وتحديد مبادرات جديدة لتعزيز الشراكة.

واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق الوثيق لتحويل التفاهمات المشتركة إلى نتائج ملموسة، بما في ذلك تسهيل الروابط بين الشركات وتنفيذ مشاريع استثمارية تخدم المصالح المشتركة.