رئيس الوزراء شهباز شريف يؤكد على تعزيز الوحدة والأخوة الوطنية لتحقيق التقدم والسلام في باكستان

أكد رئيس الوزراء محمد شهباز شريف، يوم السبت، على ضرورة تعزيز روح المودة والوحدة والأخوة بين جميع فئات المجتمع في مختلف أقاليم البلاد، إلى جانب بذل التضحيات والعمل الجاد لتجاوز التحديات التي تواجهها البلاد.

وخلال كلمته أمام المشاركين في “ورشة عمل بلوشستان”، قال إن المشاكل موجودة بالفعل، لكن باكستان بمثابة منزل مشترك للجميع، ومن واجبهم إزالة الخلافات والفجوات، والسير معًا على طريق التقدم والسلام، بالمحبة والوحدة والتضحيات.

وأوضح رئيس الوزراء أن إقليم بلوشستان يمتلك تاريخه وثقافته الخاصة، وهو مبارك بموارد طبيعية هائلة تقدر بتريليونات الدولارات، إلا أن هذه الثروات الوطنية لا تزال مدفونة تحت الجبال الشاهقة، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال السنوات الماضية يستدعي وقفة تأمل ومراجعة للذات.

وأضاف أنه عند قيام باكستان، اجتمع قادة وسردار بلوشستان في كويته وقرروا الانضمام إلى باكستان، مشيرًا إلى أن بلوشستان كانت دائمًا تفخر بقيمها وثقافتها، وأن شعب بلوشستان عُرف بالكرم ودعم جميع فئات المجتمع التي استقرت في الإقليم سواء من المهاجرين البنجابيين أو القبائل الأخرى.

وأكد رئيس الوزراء أن سكان بلوشستان عاشوا في انسجام وسلام لفترة طويلة.

وأشار إلى أن الطبيعة صممت الإقليم بطريقة فريدة، حيث تنتشر التجمعات السكانية الصغيرة والمتباعدة، ما يجعل بناء شبكة طرق حديثة تحديًا كبيرًا، وبدونها تصبح حركة التنقل صعبة للغاية.

وكشف رئيس الوزراء أن الطريق الممتد من كراتشي إلى شامان يُعرف محليًا باسم “الطريق الدموي” بسبب كثرة الحوادث المرورية المميتة عليه.

ولتحويل هذا الطريق الدموي إلى “طريق السلام”، قال إن تكلفة المشروع قُدرت بنحو 350 مليار روبية، مضيفًا أنه في إحدى المرات عندما تم تخفيض أسعار الوقود، تقرر تحويل مبلغ يصل إلى 180 مليار روبية سنويًا لتمويل بناء هذا الطريق.

وأوضح أن هدفه من هذا القرار كان تعزيز الانسجام والوحدة الوطنية والتقدم، مبينًا أنه من بيشاور إلى كراتشي لم يُسمع أي صوت معارض لهذا القرار.

كما شدد على أن التحديات المتجذرة في التاريخ يجب مناقشتها ومعالجتها، مؤكدًا أن “أبناء بلوشستان يجب أن يكونوا شركاء فاعلين ومستفيدين من مسار النمو الاقتصادي الوطني”.

وقال إن معالجة هذه التحديات ستعود بالنفع ليس فقط على سكان بلوشستان، بل على جميع أبناء باكستان.

وأكد رئيس الوزراء أن التغلب على هذه التحديات يتطلب موارد مالية كبيرة.

وتذكر أنه في عام 2010، عندما جرى النقاش حول جائزة التوزيع المالي الوطنية (NFC) في ظل حكومة رئيس الوزراء الأسبق يوسف رضا جيلاني والرئيس آصف علي زرداري، اجتمع رؤساء الوزراء، بمن فيهم هو، لمدة ثلاثة أيام كاملة، وخلال الاجتماع أعلن أن إقليم البنجاب مستعد لتلبية مطالب رئيس وزراء بلوشستان آنذاك.

وقال: “كان ذلك يومًا لا يُنسى في تاريخ باكستان، حيث تصرفنا كإخوة”، مضيفًا أن الفجوات والمظالم يجب معالجتها.

واختتم بالإشارة إلى أنه في عام 2018 تم القضاء على الإرهاب في البلاد، لكنه عاد للظهور مجددًا، وهو أمر يستدعي التقييم والبحث عن إجابات.