رئيس الوزراء شهباز: باكستان لم تعد قادرة على تحمّل عبء اللاجئين الأفغان بعد الآن

قررت الحكومة الفيدرالية يوم الجمعة ضمان الإعادة السريعة والكريمة للمواطنين الأفغان دون أي تمديد إضافي لإقامتهم في البلاد.

جاء القرار عقب اجتماع رفيع المستوى ترأسه رئيس الوزراء حول إعادة اللاجئين الأفغان، حيث جدد رئيس الوزراء شهباز شريف التزام باكستان الدائم بدعم أفغانستان في أوقات الشدة، لكنه أشار إلى أن استمرار تورط بعض المواطنين الأفغان في أعمال الإرهاب عبر الحدود يمثل مصدر قلق بالغ.

ووجّه رئيس الوزراء جميع حكومات الأقاليم والمؤسسات الفيدرالية ذات الصلة بالعمل في تنسيق وثيق لضمان الإعادة المبكرة والمنظمة لجميع المواطنين الأفغان المقيمين بشكل غير قانوني في باكستان، مؤكدًا أنه لن يُمنح أي تمديد إضافي لإقامتهم.

وأشاد رئيس الوزراء بكرم الضيافة الذي أظهرته باكستان لعقود تجاه ملايين اللاجئين الأفغان رغم التحديات الاقتصادية والأمنية الهائلة، مذكّرًا بأن البلاد تكبّدت خسائر فادحة في الحرب ضد الإرهاب سواء في الأرواح أو الموارد. وأوضح أنه رغم الجهود الدبلوماسية المتعددة، بما في ذلك الزيارات الرفيعة المستوى التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع ومسؤولون كبار آخرون إلى كابول، إلا أن مخاوف باكستان بشأن استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات الإرهابية ما زالت دون حل.
وقال رئيس الوزراء: “شعب باكستان الشجاع الذي قدّم تضحيات جسيمة في مكافحة الإرهاب، يتساءل بحق إلى متى يمكننا الاستمرار في تحمل عبء اللاجئين الأفغان.”

وأشار تقرير الاجتماع إلى أنه حتى 16 أكتوبر 2025، تمت إعادة أكثر من 1.47 مليون مواطن أفغاني بشكل تدريجي. وأُبلغت السلطات أن البقاء سيكون مقتصرًا فقط على من يحملون تأشيرات باكستانية سارية، فيما يجري زيادة عدد نقاط العبور على الحدود لتسريع عملية العودة.

وشدّد رئيس الوزراء على أن تتم الإعادة بطريقة كريمة وإنسانية، مع ضمان احترام كبار السن والنساء والأطفال وأفراد الأقليات. كما حذر من أن إيواء أو إخفاء المقيمين الأفغان غير الشرعيين، بما في ذلك السماح لهم بالبقاء في بيوت الضيافة، يُعد جريمة يعاقب عليها القانون.

وأثنى شهباز شريف على القوات المسلحة الباكستانية بقيادة المشير الميداني عاصم منير لدورها الفعّال في صد الهجمات عبر الحدود من أفغانستان مؤخرًا، مؤكدًا أن القوات المسلحة لطالما أثبتت كفاءتها العالية في الدفاع عن الوطن.

وفي ختام الجلسة، وجّه رئيس الوزراء جميع حكومات الأقاليم والمؤسسات بتنفيذ التوصيات المتفق عليها بشكل كامل، وضمان التعاون التام لضمان إعادة جميع المقيمين الأفغان غير الشرعيين في باكستان بطريقة كريمة وفي الوقت المحدد.

وحضر الاجتماع المشير الميداني سيد عاصم منير، رئيس أركان الجيش، والوزراء الفيدراليون، ورئيس وزراء آزاد جامو وكشمير، ورؤساء وزراء أقاليم البنجاب والسند وبلوشستان وجيليت بلتستان، وممثل رئيس وزراء خيبر بختونخوا، مزمل أسلم.


غياب رئيس وزراء خيبر بختونخوا عن الاجتماع

عبّر منسق رئيس الوزراء لشؤون خيبر بختونخوا، اختيار ولي خان، يوم الجمعة، عن قلقه الشديد إزاء غياب رئيس وزراء الإقليم سهيل أفريدي عن الاجتماع الوطني الرفيع المستوى الذي خُصص لمناقشة قضايا حيوية إقليمية ووطنية.

وأوضح في حديثه للإعلام أن الاجتماع دعا إليه رئيس الوزراء، وحضره رؤساء وزراء الأقاليم الأربعة إلى جانب رئيس وزراء جيليت بلتستان ورئيس وزراء آزاد جامو وكشمير، قائلاً: “الجميع حضروا باستثناء رئيس وزراء خيبر بختونخوا، سهيل أفريدي، رغم وجوده في إسلام آباد في ذلك الوقت.”


تدشين مختبرات أبحاث الجيولوجيا المتقدمة في إسلام آباد

وفي سياق منفصل، افتتح رئيس الوزراء شهباز شريف يوم الجمعة مختبرات الأبحاث الجيوعلمية المتقدمة (GARL) التابعة للمسح الجيولوجي الباكستاني في مجمع تشاك شهزاد بإسلام آباد، مما يمثل إنجازًا كبيرًا في تطوير قدرات البحث والاستكشاف المعدني في البلاد.

وحضر حفل الافتتاح رئيس أركان الجيش المشير الميداني سيد عاصم منير، وعدد من الوزراء الفيدراليين، وشخصيات أجنبية مرموقة.

وأكد شهباز شريف في كلمته أن تحديث المختبر يمثل خطوة مهمة نحو استغلال الإمكانات المعدنية الهائلة في باكستان من خلال الابتكار العلمي والتعاون الدولي، مشددًا على التزام الحكومة بتزويد المؤسسات الوطنية بأحدث التقنيات لضمان تنمية مستدامة وتنافسية عالميًا في قطاع المعادن.

وأوضح مسؤولو المسح الجيولوجي أن المختبر الحاصل على اعتماد ISO/IEC 17025 أصبح مؤهلاً لإنتاج بيانات تحليلية متوافقة مع معايير التقارير الدولية مثل JORC وNI 43-101، مما سيعزز ثقة المستثمرين الدوليين في قطاع التعدين الباكستاني.

وأشاروا إلى أن هذا الإنجاز سيساعد الشركات العالمية على إجراء تقديرات دقيقة للاحتياطيات المعدنية وجذب استثمارات ضخمة في مشاريع التعدين الوطنية.