دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت، المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، محذرًا من أن التقاعس سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الأمن العالمي.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سلط الأمير فيصل الضوء على الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، مشيرًا إلى تقرير صنّف الوضع هناك على أنه حالة طوارئ من المستوى الخامس وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC).
وأدان ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من تهجير قسري وقتل للمدنيين، واعتبرها انتهاكًا للحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني.
وقال:
“لقد حان الوقت لإنهاء الفشل المتكرر بشأن القضية الفلسطينية”،
مؤكدًا أن السلام خارج إطار القانون الدولي لم يُسفر إلا عن مزيد من العنف.
ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي الأوسع إلى تحمل مسؤولياتهم لتحقيق سلام عادل ودائم من خلال حل الدولتين.
مبادرات سعودية لدفع السلام
وأكد وزير الخارجية على مبادرة السعودية بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي لإطلاق تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين، بالإضافة إلى رئاسة المملكة المشتركة مع فرنسا لمؤتمر دولي لإحياء عملية السلام.
كما رحّب بتزايد عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، ودعا جميع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.
الأمن الإقليمي والتنمية
جدد الأمير فيصل التزام السعودية بأمن واستقرار المنطقة، مشددًا على أهمية احترام السيادة، وحسن الجوار، وخفض التصعيد.
وأدان الهجمات على قطر، وجدد معارضة المملكة لانتشار الأسلحة النووية مع التأكيد على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ودعا إلى تعزيز التعاون لتأمين الممرات البحرية في البحر الأحمر.
وفي الشأن السوري، رحب بالخطوات الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار، ومنها رفع بعض العقوبات، معتبرًا أن ذلك سيساهم في عودة اللاجئين وتعافي الاقتصاد.
أما بخصوص اليمن، فأشار إلى أن السعودية قدّمت أكثر من 27 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية، وأكد دعم المملكة لاستقرار السودان، داعيًا إلى وقف القتال والتدخلات الخارجية.
رؤية 2030 والعمل المناخي
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، أعلن الأمير فيصل أن 93% من مؤشرات أداء رؤية السعودية 2030 قد تحققت، مشيرًا إلى الإصلاحات التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز الابتكار.
وأكد على تبني المملكة نهجًا متوازنًا في التحول الطاقي، مستشهدًا بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر كأمثلة على ريادة المملكة في العمل المناخي.
كما أعلن عن التزام السعودية بتقديم أكثر من 6 مليارات دولار لدعم الدول في أربع قارات لمواجهة تحديات ندرة المياه.