من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء شهباز شريف اليوم (الخميس)، وفقًا للجدول الرسمي للأنشطة اليومية للرئيس.
سيُعقد اجتماع شهباز-ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض حوالي الساعة 4:30 مساءً بالتوقيت المحلي، أي بعد منتصف الليل بقليل في باكستان.
ورغم عدم صدور تأكيد من البيت الأبيض حول أسماء المسؤولين الباكستانيين الذين سيشاركون في الاجتماع رفيع المستوى، إلا أن هناك احتمالًا بأن يشارك رئيس أركان الجيش المشير عاصم منير في اللقاء، لكن المصادر الأمنية لم تؤكد حضوره حتى الآن.
رئيس الوزراء شهباز، المتواجد حاليًا في نيويورك، سيغادر إلى واشنطن بعد ظهر اليوم، وبعد اجتماعه مع الرئيس ترامب، سيعود إلى نيويورك وسيلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر (الجمعة).
رغم عدم إعلان أي من الجانبين عن أجندة الاجتماع، إلا أن اللقاء يأتي بعد استضافة الرئيس ترامب لقادة دول إسلامية رئيسية — من بينها باكستان وتركيا وقطر والسعودية وإندونيسيا ومصر والإمارات والأردن — لمناقشة أزمة غزة الجارية وسبل إنهائها.
تحسن العلاقات الباكستانية-الأمريكية
شهدت العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد تحسنًا في الأشهر الأخيرة في عهد ترامب، بعد أن كانت الولايات المتحدة تميل بشكل كبير إلى دعم الهند في مواجهة نفوذ الصين في آسيا.
لكن علاقة واشنطن بنيودلهي تأثرت خلال فترة ترامب بسبب قضايا مثل تأشيرات الهنود، والرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب على السلع الهندية، وتصريحاته المتكررة بأنه توسط لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في مايو بعد تجدد الاشتباكات بين الجانبين.
وقد أعلنت الولايات المتحدة وباكستان عن اتفاق تجاري في 31 يوليو بفرض تعرفة جمركية نسبتها 19٪ من قبل واشنطن، بينما لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مماثل مع الهند.
لاحظ المسؤولون والمحللون أن نيودلهي بدأت تعيد حساباتها تجاه علاقاتها مع الصين بعد التوترات مع واشنطن.
لقاء سابق مع قائد الجيش
كان الرئيس ترامب قد استقبل المشير عاصم منير في وقت سابق هذا العام، في أول مرة يستضيف فيها رئيس أمريكي قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض، دون مرافقة أي مسؤول مدني باكستاني رفيع.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية خلال إفادة صحفية يوم الثلاثاء:
“نعمل على عدد من الملفات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والعلاقات الاقتصادية والتجارية… والرئيس يركز على تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة، من خلال الانخراط مع باكستان وقيادتها.”
خلفية صراع الهند وباكستان
ويأتي الاجتماع بين شهباز وترامب على خلفية الصراع الأخير بين الهند وباكستان في مايو، حيث توسطت واشنطن لوقف إطلاق النار بين الجانبين النوويين، بعد أن شنت الهند هجمات داخل الأراضي الباكستانية بحجة استهداف إرهابيين قالت إنهم مسؤولون عن هجوم في منطقة باهالجام بكشمير المحتلة.
وقد ردت باكستان بعملية عسكرية أُطلق عليها اسم “بنيان المرسوس”، أسقطت خلالها 6 طائرات هندية بينها 3 مقاتلات “رافال”، في رد على “العدوان غير المبرر” من الهند.
وانتهى الصراع بوقف إطلاق نار برعاية أمريكية، وهو ما دفع باكستان إلى شكر الرئيس ترامب رسميًا، بل وترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
منذ ذلك الحين، دخلت باكستان والولايات المتحدة في سلسلة من اللقاءات والتفاعلات رفيعة المستوى بين القيادات المدنية والعسكرية، وتم التوصل إلى اتفاق تجاري كبير، في إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين.