قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار إن “باكستان لا تزال متمسكة بوقف إطلاق النار وتنمية توازن إقليمي مستقر”، وذلك خلال كلمته في اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) الذي عُقد في 15 يوليو 2025 في تيانجين، الصين
وأكد دار أن باكستان تؤمن بضرورة حل جميع النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، داعياً منظمة شنغهاي إلى الحفاظ على دورها كمنصة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. وأضاف: “اعتمدت باكستان نهجًا متزنًا رغم الخطاب الاستفزازي”، مشددًا على أن “السلام لا يمكن تحقيقه إذا تم تطبيع الاستخدام التعسفي للقوة”
وجددت باكستان التزامها بالحفاظ على وقف إطلاق النار مع الهند، لكنها حذرت من تطبيع استخدام القوة بشكل تعسفي، وذلك بعد أسابيع من أسوأ مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقود.
وقال دار إن باكستان ما تزال ملتزمة تمامًا بوقف إطلاق النار الإقليمي وبيئة أمنية متوازنة، لكنه أضاف: “لا يمكننا قبول أن يصبح الاستخدام التعسفي للقوة أمرًا طبيعيًا”
وكانت المواجهات المسلحة اندلعت إثر هجوم وقع في 22 أبريل في إقليم جامو وكشمير الخاضع للاحتلال الهندي، أسفر عن مقتل 26 شخصًا معظمهم من السياح. وألقت الهند باللوم على باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد
وردًا على الغارات الهندية عبر الحدود، أطلقت باكستان عملية “بنيان المرصوص” وأسقطت خلالها ست طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي، بينها ثلاث طائرات “رافال”، رداً على العدوان الهندي. واتفق الجانبان على وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية في 10 مايو بعد أربعة أيام من القتال
وشدد وزير الخارجية في خطابه على ضرورة حل جميع الخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية، قائلاً: “يمكن أن يؤدي إطلاق حوار شامل ومنظم إلى معالجة جوهرية لطيف القضايا الذي طالما أعاق السلام والأمن في جنوب آسيا”
كما أكد دار أهمية الالتزام الصارم بالاتفاقيات الثنائية كشرط أساسي لاستعادة الثقة الإقليمية ومنع التصعيد في المستقبل. وأشار إلى أن باكستان تعاملت بضبط النفس والمسؤولية رغم “الخطاب الاستفزازي والتهور الاستراتيجي” من جانب الجارة
وأضاف: “إن الأحداث التي وقعت منذ 22 أبريل تؤكد حقيقة محورية في الجغرافيا السياسية لجنوب آسيا… التسوية السلمية للنزاعات الطويلة الأمد غير المحسومة أمر ضروري لتحقيق السلام الدائم في المنطقة”
ودعا دار منظمة شنغهاي إلى البقاء منصة للاستقرار الإقليمي تقوم على الاحترام المتبادل والمساواة السيادية بين الدول، مشددًا على أن السلام الدائم يتطلب حل النزاعات غير المحسومة بوسائل عادلة وقانونية
وأكد أن باكستان مستعدة للعمل مع جميع الشركاء الإقليميين في إطار منظمة شنغهاي لتعزيز السلام والتنمية والترابط من خلال التعاون الجماعي وليس المواجهة
منظمة شنغهاي كقوة استقرار
وأعاد الوزير التأكيد على أن باكستان تقدر منظمة شنغهاي كمنصة ذات أهمية سياسية واستراتيجية واقتصادية بالغة. وقال: “في وقت يواجه فيه النظام العالمي تحديات جذرية، برزت منظمة شنغهاي كقوة استقرار”، مضيفًا أن نهجها الشامل القائم على المساواة السيادية والسعي إلى حلول سلمية للنزاعات يمثل بديلًا واعدًا عن العدوان والمواجهة والتنافس الصفري
وأشار إلى أن التزام منظمة شنغهاي بالتوافق والتنمية والاحترام المتبادل يمثل شعاع أمل لبناء عالم أفضل وأكثر عدالة
وأكد التزام باكستان بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي والمبادئ الدولية المعترف بها. وقال: “في سَعينا للسلام والأمن، نؤمن بعدم العدوان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، كما نرفض السعي للتفوق العسكري الأحادي في المنطقة”
وأكد على أهمية حل النزاعات الطويلة الأمد عبر الوسائل السلمية والحوار والدبلوماسية وبما يتماشى مع القانون الدولي والعدالة والإنصاف
ودعم دار تحديث هياكل منظمة شنغهاي بما يتماشى مع التحديات الحالية، مؤكدًا دعم بلاده لإنشاء أربعة مراكز جديدة تُعنى بمختلف جوانب الأمن لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء
مكافحة الإرهاب
وفي ما يخص الإرهاب، قال دار إن هذه الظاهرة تمثل مصدر قلق مشترك للبشرية وتهدد الأمن العالمي، مؤكدًا أن “جميع أشكال الإرهاب بما في ذلك إرهاب الدول مدانة”
ودعا إلى “رفض استغلال الإرهاب لأغراض سياسية” والعمل المشترك على مكافحته من خلال معالجة أسبابه الجذرية
قضية أفغانستان
وحول أفغانستان، أكد دار أن السلام والاستقرار الدائمين في هذا البلد يمثلان ركيزة أساسية للتطلعات الإقليمية، مضيفًا أن “إحياء مجموعة الاتصال بين منظمة شنغهاي وأفغانستان يمكن أن يكون منصة فعالة للتعاون الواقعي والمثمر”
واختتم كلمته بالدعوة إلى خطوات ملموسة ضمن آليات منظمة شنغهاي لتعزيز التجارة والتنمية، وتشجيع استخدام العملات الوطنية في التبادلات لتجنب الصدمات المالية الدولية. كما أيد مقترح إنشاء آلية تمويل بديلة في إطار منظمة شنغهاي لدفع المبادرات التنموية المتعثرة