شنّ سياسيون ووسائل إعلام هندية حملة تشويه منسّقة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب إعلانه في العاشر من مايو عن تسهيله لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان. وتأتي هذه الحملة في ظل نفي الهند المتكرر لأي وساطة من طرف ثالث في وقف الأعمال العدائية الأخيرة مع باكستان.
وقد اتهم الإعلامي الهندي البارز أرناب غوسوامي، علنًا، ترامب بنشر “روايات كاذبة”، مشككًا في مصداقيته، ومستشهدًا بعجزه عن التوسط في نزاعات عالمية أخرى. ووصف غوسوامي تدخل ترامب بأنه “تجاوز تقليدي من ترامب”، مؤكدًا أن من غير اللائق للرئيس الأميركي أن ينسب لنفسه الفضل بينما لم توافق الهند على تدخله.
كما اعترض حزب “عام آدمي” (AAP) ونائب رئيس وزراء راجستان السابق ساشين بايلوت على تدخل ترامب، خصوصًا في القضايا المتعلقة بالإرهاب. وأعرب ساشين بايلوت عن قلقه من أن تصريحات ترامب لم تتناول القضية الجوهرية المتعلقة بالإرهاب، بل حاولت المساواة بين الهند وباكستان، وأدخلت قضية كشمير في النقاش الدولي. وتساءل عن الكيفية التي يمكن بها لرئيس أجنبي أن يعلن وقف إطلاق النار، واصفًا ذلك بأنه “أمر صادم”.
كما تعرّض الرئيس الأميركي لهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي الهندية بشأن جائزة نوبل للسلام. إذ نشر المستخدمون رسوماً كاريكاتيرية تُظهره، في بعض الأحيان، كـ”شريك للإرهابيين”، في تعبير عن الغضب العارم تجاه تصريحاته وتجاهله الواضح للموقف الهندي الذي يصر على حل النزاعات الثنائية دون تدخل خارجي.
وتفاقم الجدل بعد لقاء جمع بين رئيس أركان الجيش الباكستاني، المشير سيد عاصم منير، والرئيس ترامب، حيث ورد أن منير شكر ترامب على وساطته خلال التوترات المتصاعدة مع الهند، وأعلنت باكستان لاحقًا أنها سترشّح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام لدوره في تجنّب صراع نووي محتمل بين البلدين.