أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية إسحاق دار على الحاجة الملحة لوحدة الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه الأمة الإسلامية
وفي كلمته خلال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول، أدان دار بشدة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، واصفاً إياها بانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة. وحذر من أن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، التي تغذيها العدوانية الإسرائيلية، تشكل تهديداً خطيراً للسلام والاستقرار الإقليميين.
ودعا الوزير إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، مندداً بالإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ومشيراً إلى الخسائر المأساوية في الأرواح، لا سيما بين النساء والأطفال.
وقال دار: “لقد حان الوقت لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية”. وأضاف: “منظمة التعاون الإسلامي مطالبة بلعب دور حاسم ورائد في معالجة هذه القضايا المصيرية”.
كما أعرب عن قلقه العميق إزاء تصرفات الهند في المنطقة، متهماً نيودلهي بتسليح موارد المياه ضد باكستان. وقال: “منع المياه عن باكستان بمثابة إعلان حرب”.
وجدد دار دعوة باكستان لحل قضية جامو وكشمير وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وأدان العدوان الهندي، مؤكداً أن الهند استهدفت مدنيين باكستانيين أبرياء، وأن باكستان مارست حقها في الدفاع عن النفس.
على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، عقد إسحاق دار اجتماعين منفصلين مع وزيري خارجية السعودية وكازاخستان
وخلال لقائه بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكد الجانبان على العلاقات الأخوية المتجذرة بين باكستان والسعودية، وبحثا التطورات الإقليمية واتفقا على تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف القطاعات
وفي لقائه بوزير خارجية كازاخستان مراد نورتلو، أعرب دار عن التزام باكستان بتعزيز العلاقات مع كازاخستان، واتفق الجانبان على توسيع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والربط الإقليمي
في وقت سابق من اليوم، أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن ثقته التامة في أن إيران ستنتصر في ظل التصعيد المتزايد مع إسرائيل، واصفاً حكومة نتنياهو بأنها “أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة”
وفي كلمته خلال قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يوم السبت، شبّه إردوغان أفعال إسرائيل الحالية بتلك التي ارتكبها نظام هتلر في ألمانيا النازية، محذراً من أن سياسات تل أبيب تشعل المنطقة والعالم
وقال: “نحن واثقون أن النصر سيكون حليف إيران”، مضيفاً: “كما أشعل هتلر العالم قبل 90 عاماً، فإن طموحات نتنياهو الصهيونية لا تخدم سوى جرّ العالم نحو الكارثة”
وأدان الزعيم التركي بشدة الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، واصفاً إياها بانتهاك سافر للقانون الدولي، وقال: “لإيران الحق الكامل في الدفاع عن نفسها”، مؤكداً تضامن تركيا مع طهران
وانتقد إردوغان أيضاً الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة، والتي تدخل شهرها الحادي والعشرين، متهماً القوات الإسرائيلية باستهداف المدنيين عمداً، بما في ذلك الأطفال، وباستخدام الجوع كسلاح. وقال: “يحاول مليونا إنسان في غزة البقاء على قيد الحياة في ظروف أسوأ من معسكرات الاعتقال النازية”
وحذّر من أن إسرائيل تسعى إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل المنطقة بأكملها، قائلاً: “إسرائيل تريد إشعال المنطقة كلها”، مضيفاً: “حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي هي العقبة الأكبر أمام السلام والاستقرار في المنطقة”
وأشار أيضاً إلى التصعيد في الضفة الغربية، قائلاً إن “سوق الفظائع اشتد هناك أيضاً”، منتقداً صمت المجتمع الدولي، وداعياً القوى العالمية والدول الإسلامية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف
وفي سياق إقليمي أوسع، أعلن إردوغان أن تركيا لن تسمح بقيام “اتفاق سايكس بيكو جديد” في الشرق الأوسط، في إشارة إلى الاتفاق الاستعماري الذي قسّم المنطقة بين القوى الأوروبية، وقال: “لن نسمح برسم خريطة جديدة بدماء شعوبنا”
وأكد على ضرورة وحدة الدول الإسلامية، قائلاً إن إسطنبول وطهران تتشاركان “مصيراً مشتركاً”، داعياً العالم الإسلامي إلى أن يكون مركز قوة موحداً ومستقلاً
وأضاف: “نحن على أعتاب مرحلة سيلعب فيها العالم الإسلامي دوراً عالمياً أكبر، ولكن علينا أولاً حل نزاعاتنا الداخلية. إن لم نتوحد لحل قضايانا، سنخدم مصالح الآخرين فقط”