أكد السفير عاصم افتخار أحمد، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، خلال كلمته في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عُقدت في 13 يونيو 2025، أن إسلام آباد تقف في “تضامن راسخ” مع الحكومة الإيرانية وشعبها
وخلال الاجتماع، وصف السفير الباكستاني الضربات التي شنتها إسرائيل على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية بأنها “خطر جسيم وتهديد خطير” للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، مؤكدًا أنها تمثل عدوانًا “غير مبرر وغير مشروع”
وقد ألغى مجلس الأمن جدول أعماله الأصلي لعقد هذه الجلسة الطارئة لمتابعة التطورات المتسارعة في الأزمة. كما استمع المجلس إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي حذر من المخاطر البالغة على الاستقرار الإقليمي والسلامة النووية
وطالب السفير الباكستاني المجلس بتحمل مسؤولياته في دعم القانون الدولي والعمل فورًا على وقف العدوان. كما دعا إلى حل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الحلول السلمية هي السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في المنطقة
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في طلبه لعقد الجلسة، إن “إسرائيل قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ولا يجوز للمجتمع الدولي أن يسمح بمرور هذه الجرائم دون عقاب”. وقد دعمت باكستان والصين وروسيا هذا الطلب بعقد الجلسة الطارئة
وخلال الإحاطة أمام المجلس، قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن تداعيات الضربات بدأت تظهر بالفعل، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري قد جاء في وقت كانت تجري فيه تحضيرات دبلوماسية مهمة، من بينها استئناف المحادثات الأمريكية-الإيرانية المقررة في عمان نهاية هذا الأسبوع، إلا أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن إيران قد ألغت مشاركتها
ودعت ديكارلو جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتمسك بالدبلوماسية، مؤكدة أن “الحل السلمي عبر المفاوضات هو السبيل الأفضل لضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”، مضيفة أن “علينا تجنب التدهور نحو نزاع أوسع بأي ثمن، لما قد يترتب عليه من عواقب عالمية وخيمة”
كما تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أمام المجلس، مبينًا أن وكالته على تواصل مستمر مع هيئة الطاقة الذرية الإيرانية لتقييم حالة المنشآت المتضررة وتحديد الأثر العام على السلامة والأمن النوويين
وشدد غروسي على أن المنشآت النووية يجب ألا تُستهدف أبدًا تحت أي ظرف، قائلاً: “مثل هذه الهجمات لها تداعيات خطيرة على الأمن والسلامة والضمانات النووية، وعلى السلام والأمن الإقليمي والدولي”
وأكد استعداده لزيارة المنطقة في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع ودعم الجهود المبذولة لتعزيز السلامة والأمن وعدم الانتشار النووي في إيران
واختتم غروسي كلمته بالتأكيد على أن “السبيل الوحيد المستدام لإيران وإسرائيل والمنطقة والمجتمع الدولي هو طريق الحوار والدبلوماسية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتعاون”، مضيفًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن تكون منصة محايدة “تسود فيها الحقائق على الخطاب، ويحل فيها التفاعل الفني محل التصعيد”
كما أعاد تأكيد التزامه الشخصي، والتزام الوكالة، بتسهيل الحوار ودعم الجهود التي تعزز الشفافية والأمن والحل السلمي للقضايا النووية في إيران