قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، لقناة “فوكس نيوز” إنه كان على علم مسبق بالغارات الإسرائيلية على إيران، مشددًا على أن طهران “لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية”، معربًا عن أمله في العودة إلى طاولة المفاوضات
وجاءت تصريحاته بعد العملية الواسعة التي نفذتها إسرائيل ليلًا، واستهدفت خلالها 100 موقع إيراني، بما في ذلك منشآت نووية وعسكرية. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربات شملت منشأة نطنز النووية
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل شخصيات عسكرية بارزة، من بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة محمد باقري
وفي رد فعل غاضب، أدان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الضربات الإسرائيلية واصفًا إياها بـ”الجريمة” التي ارتكبتها “أيادٍ شيطانية مضرجة بالدماء”. وقال خامنئي إن على إسرائيل أن تتوقع “عقابًا شديدًا”، مضيفًا أن “الذراع القوي للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لن يترك هذا العدوان دون رد”
وتابع قائلاً: “النظام الصهيوني أعد لنفسه مصيرًا مرًا ومؤلمًا”، في إشارة إلى تصعيد مرتقب في حدة الصراع
وفيما يستعد الشرق الأوسط لاحتمال رد إيراني، تراقب القوى العالمية الوضع عن كثب، داعية إلى ضبط النفس، فيما تستعد لمختلف السيناريوهات في ظل التوتر المتصاعد
من جهته، شدد ترامب على أن “إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”، مؤكدًا استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها وعن إسرائيل إذا ما ردت إيران. وقال إن الإدارة الأمريكية لم تكن طرفًا مباشرًا في الضربات، لكنها أبلغت أحد الحلفاء الرئيسيين في الشرق الأوسط مسبقًا
وأعاد وزير الخارجية ماركو روبيو التأكيد على هذا الموقف، قائلاً: “لسنا طرفًا في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”. وأضاف: “يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأمريكيين”
ومن المقرر أن يعقد ترامب اجتماعًا لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة لمناقشة التطورات الجارية
من جهة أخرى، نأت بريطانيا بنفسها عن الغارات الجوية وأكدت أنها لن تقدم حماية لإسرائيل ضد أي رد إيراني محتمل. وذكر محرر الدفاع في صحيفة “التايمز” على وسائل التواصل الاجتماعي أن بريطانيا لن تشارك في حماية إسرائيل في ظل التصعيد الأخير
وخلافًا لدورها المحدود في أكتوبر الماضي، عندما ساعدت الطائرات البريطانية في منع التصعيد بعد هجمات صاروخية إيرانية على إسرائيل، تتبنى لندن الآن موقفًا متحفظًا
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كلاً من إسرائيل وإيران إلى ضبط النفس والعودة للمسار الدبلوماسي
ولم تصدر وزارة الخارجية البريطانية أو وزارة الدفاع أي تعليق رسمي بشأن الدور المحتمل للمملكة المتحدة في الأزمة، ما يترك موقفها غامضًا وحذرًا
في المقابل، أدانت باكستان بشدة الضربات العسكرية الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “غير مبررة وغير شرعية”. واعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية الضربات انتهاكًا لسيادة إيران ووحدة أراضيها، وخرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكد البيان حق إيران في الدفاع عن نفسها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وأعرب عن “تضامن باكستان الكامل” مع الشعب الإيراني، محذرًا من أن هذه الاستفزازات تمثل “خطرًا جسيمًا وتهديدًا حقيقيًا للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها”.
ودعت باكستان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان ومحاسبة إسرائيل.
دعوات دولية للتهدئة
وفي ظل تصاعد الأزمة، أعربت عدة دول ومنظمات دولية عن قلقها، داعية إلى ضبط النفس
وأدانت وزارة الخارجية السعودية بشدة “العدوان الإسرائيلي السافر” ضد إيران
كما أعربت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ عن قلقها العميق إزاء تصاعد النزاع، محذرة من أنه قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة تعاني أصلًا من التوتر
وقالت: “ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد والعودة إلى الحوار والدبلوماسية”
ووصف رئيس وزراء نيوزيلندا، كريستوفر لوكسون، الضربات بأنها “تطور غير مرحب به على الإطلاق”، محذرًا من خطر سوء التقدير، ومؤكدًا أن المنطقة “لا تحتاج إلى مزيد من العمل العسكري”.
وأكد السكرتير العام للحكومة اليابانية، يوشيماسا هاياشي، التزام طوكيو بالجهود الدبلوماسية لمنع مزيد من التدهور، مع التركيز على حماية المواطنين اليابانيين في المنطقة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري، خاصة الضربات الإسرائيلية على منشآت إيران النووية، وسط محادثات نووية جارية بين طهران وواشنطن. ودعا عبر متحدثه الرسمي الطرفين إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” لتفادي انزلاق أعمق في الصراع.
كما أدانت سلطنة عمان الضربات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “خطيرة ومتهورة”، معتبرة إياها انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، داعية المجتمع الدولي إلى تبني موقف حازم لوقف التصعيد والحفاظ على السلام والأمن في المنطقة