ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 7% بعد تأكيد إسرائيل شن هجوم على إيران

قفزت أسعار النفط العالمية بشكل حاد يوم الجمعة بعد أن أكدت إسرائيل أنها شنت ضربات على إيران، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط قد يعطل إمدادات الطاقة العالمية

وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 5.29 دولار، أو بنسبة 7.63%، لتصل إلى 74.65 دولارًا للبرميل في التداولات المبكرة، وبلغت لفترة وجيزة أعلى مستوى لها خلال الجلسة عند 75.32 دولارًا — وهو أعلى مستوى منذ الثاني من أبريل. وبالمثل، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 5.38 دولار، أو بنسبة 7.91%، ليصل إلى 73.42 دولارًا، وهو أعلى سعر له منذ الثالث من فبراير.

جاء رد فعل السوق بعد تأكيد السلطات الإسرائيلية تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت أهدافًا إيرانية في وقت مبكر من صباح الجمعة، مما صعد التوترات في منطقة تعيش أصلاً حالة من التقلب. كما أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بوقوع انفجارات في طهران، مما زاد من التكهنات حول رد إيراني محتمل

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، ومنشآت الصواريخ الباليستية، وأصولًا عسكرية رئيسية أخرى. وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن هذه الإجراءات ضرورية لوقف ما وصفته بالطموحات الإيرانية لتطوير أسلحة نووية — وهو اتهام تنفيه إيران بشدة

ويرى محللون أن هذه التطورات أضافت علاوة مخاطر جديدة إلى أسواق النفط. وقال سول كافونيك، كبير محللي الطاقة في شركة MST Marquee: “الهجوم الإسرائيلي على إيران زاد من علاوة المخاطر بشكل أكبر”. لكنه أشار إلى أن الإمدادات النفطية لن تتأثر بشكل كبير إلا إذا ردت إيران بشكل مباشر على البنية التحتية النفطية في المنطقة أو حاولت إغلاق مضيق هرمز — وهو ممر بحري رئيسي لشحنات النفط العالمية

وأضاف كافونيك: “في سيناريو متطرف، يمكن لإيران أن تؤثر على تدفقات تصل إلى 20 مليون برميل يوميًا، سواء من خلال الهجمات أو عبر تقييد الوصول إلى المضيق”

وتبقى الأوضاع متغيرة، حيث أفادت تقارير بأن المسؤولين الإيرانيين أعلنوا حالة الطوارئ ويستعدون لرد عسكري. وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة Phillip Nova: “هذا يزيد من خطر ليس فقط تعطيل الإمدادات بشكل مباشر، بل أيضًا من تداعيات قد تمتد إلى دول نفطية مجاورة أخرى”

كما هزت التوترات الجيوسياسية الأسواق المالية العالمية، حيث انخفضت الأسهم في بداية التداولات الآسيوية، وتراجعت العقود الآجلة الأمريكية بشكل ملحوظ. واتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة التقليدية مثل الذهب والفرنك السويسري

وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في IG: “هذا التصعيد المقلق يعد ضربة لشهية المخاطرة”. وأضاف: “حتى تتضح صورة الرد الإيراني، من المرجح أن نشهد استمرارًا في تجنب المخاطر وتصفية المستثمرين لمراكزهم قبل عطلة نهاية الأسبوع”

وفي حين صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الضربات كانت “إجراءً أحاديًا” من إسرائيل، وأوضح أن واشنطن لم تشارك بشكل مباشر، فقد حذر طهران من استهداف المصالح أو الأفراد الأمريكيين في المنطقة. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تردده في الانخراط عسكريًا، لكنه أكد أن أي هجوم على القوات الأمريكية سيكون تجاوزًا لـ”خط أحمر”

ويعكس رد فعل السوق قلق المستثمرين من صراع محتمل قد يعطل ليس فقط إمدادات النفط، بل الاستقرار الاقتصادي الأوسع في المنطقة. ويحذر المحللون من أن أي تصعيد يمس مضيق هرمز — الذي يمر عبره نحو ثلث النفط المنقول بحرًا عالميًا — قد تكون له عواقب بعيدة المدى على أسواق الطاقة واتجاهات التضخم العالمي