ضربات إسرائيلية على طهران تودي بحياة ستة علماء نوويين وقيادات عسكرية إيرانية

قُتل ما لا يقل عن ستة من العلماء البارزين في البرنامج النووي الإيراني في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت طهران فجر يوم الجمعة، حسبما أكدت تقارير إيرانية أولية، في واحدة من أكثر الهجمات دموية واستهدافًا للقيادة العلمية والعسكرية في إيران خلال السنوات الأخيرة.

من بين القتلى عبد الحميد منوچهری، أحمد رضا زلفقاري، سيد أمير حسين فقيهي، مطلب زاده، محمد مهدي طهرانچي، وفريدون عباسي — وجميعهم كانوا مرتبطين ببرنامج إيران النووي.

وكان سيد أمير حسين فقيهي يشغل منصب نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بالإضافة إلى كونه عضو هيئة تدريس في جامعة الشهيد بهشتي بطهران. كما أكدت التقارير استشهاد مطلب زاده وزوجته خلال الغارات الجوية التي وقعت قبيل الفجر.

اهتزاز في الهيكل القيادي العسكري

كما أسفرت الضربات عن مقتل قيادات عسكرية بارزة، من بينهم اللواء محمد حسين باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية؛ واللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني؛ واللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي.

ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية الهجوم بأنه منسق وفتاك إلى حد كبير، معتبرةً إياه من أعنف الهجمات على العاصمة الإيرانية منذ عقود. ولم تصدر طهران حتى الآن الحصيلة النهائية للضحايا، لكنها أكدت أن الضربات استهدفت منشآت عسكرية ومناطق مدنية على حد سواء.

خامنئي يصدر تحذيرًا شديد اللهجة

وعقب الحادث، أصدر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله السيد علي خامنئي، بيانًا حذر فيه بشدة من تداعيات الهجوم، مؤكدًا أن “الكيان الصهيوني” سيواجه عواقب وخيمة.

وقال خامنئي: “بهذه الجريمة، رسم الكيان الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا، وسيراه بالتأكيد”.

ويُتوقع أن يؤدي اغتيال العلماء النوويين إلى تأثير كبير على البنية التحتية للطاقة الذرية في إيران، مما قد يشكل عائقًا جديدًا أمام أي مفاوضات مستقبلية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

حتى الآن، لم تصدر إسرائيل أي بيان رسمي يتبنى الهجوم، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن النمط يتماشى مع العمليات الإسرائيلية السابقة ضد البرامج النووية والعسكرية الإيرانية.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات بأنها “انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة”، مؤكدًا حق طهران في الرد “بكامل القوة”.