دعوة باكستانية عاجلة للسلام: بلاول بوتو زرداري يناشد الأمم المتحدة للتدخل في ظل تصاعد التوتر مع الهند

في خطوة دبلوماسية حاسمة في الأمم المتحدة، وجّه وزير الخارجية الباكستاني السابق ورئيس البعثة الدبلوماسية، بلاول بوتو زرداري، نداءً حماسياً إلى المجتمع الدولي للتدخل من أجل السلام، في ظل تصاعد خطير للتوتر بين باكستان والهند

وخلال مؤتمر صحفي عقده في بعثة باكستان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قال بلاول: “على كل دولة مسؤولة أن تلعب دورها في الحفاظ على السلام. السلام في العالم مصلحة للجميع. الحرب بين باكستان والهند خسارة للجميع”. وأدان ما وصفه بالعدوان الهندي الأخير، معتبراً تصريحات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي “غير مسؤولة، ومدانة، وتعكس يأساً سياسياً”

وأضاف: “تصريحات مودي مدانة. لا يتحدث أي زعيم عالمي بهذا الشكل. تصريحاته تعكس صِغَر النفس والإحباط. مودي هو أول رئيس وزراء هندي يخسر حرباً. لقد أسقطنا ست طائرات هندية”، على حد تعبيره

وسلط بلاول الضوء على نجاحات باكستان في مكافحة الإرهاب داخل حدودها، قائلاً: “حققنا انتصارات كبيرة ضد الإرهاب. قررنا ألا يكون هناك مكان لمثل هذه المنظمات وسنهزمها مجدداً”. كما أشار إلى أن انتشار الأسلحة التي تركتها الولايات المتحدة في أفغانستان قد ساهم في زعزعة استقرار المنطقة

وأشار أيضاً إلى أدلة على تورط الهند في تمويل الإرهاب داخل باكستان، مؤكداً أن باكستان دولة مسؤولة، وأنه “لا يوجد باكستاني يدعم الإرهاب ضد الهند”. وقال: “ندين الهجمات الإرهابية في الهند أيضاً. لقد عانينا أكثر من معظم الدول في مواجهة الإرهاب”

وانتقد بلاول الموقف العدائي للهند قائلاً: “بلد واحد يدعو إلى الحوار، بينما يهدد الآخر بقطع المياه. لقد انكشفت الهند أمام المجتمع الدولي”

وتعليقاً على التهديدات الهندية الأخيرة، قال رئيس البعثة الباكستانية: “نحن مستعدون. إذا أرادت الهند تنفيذ طموحاتها العدوانية، فلتجرب. قواتنا المسلحة سترد بالحسم ذاته كما في السابق”

وأدان بلاول بشدة تصرفات الهند فيما يتعلق باتفاقية مياه نهر السند، قائلاً: “الهند هي من تنتهك المعاهدة، وليس باكستان. شح المياه يتسبب بأضرار هائلة، والهند ستكون مضطرة أخلاقياً إلى تنفيذ الاتفاقية بحسن نية”

وتساءل عن صمت المجتمع الدولي: “من هي الدولة التي ستحاسب الهند على قضية المياه وتتخذ الموقف الصائب؟”

وحول جهود باكستان الداخلية، قال: “نحن نقدم موقف الحكومة بجبهة موحدة. أعضاء البرلمان، بما في ذلك المعارضة، سيكونون جزءاً من الوفد. نهدف إلى إشراك الهند في الحوار حول قضايا المياه والإرهاب”

تصاعد التوتر بعد هجوم بوهالغام

في وقت سابق، قاد بلاول وفداً برلمانياً للقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث سلّمه رسالة رسمية من رئيس وزراء باكستان تتضمن موقف البلاد بعد هجوم بوهالغام

وقد رفض بشدة الاتهامات الهندية الموجهة لباكستان دون تحقيق موثوق، محذراً من أن التوجه الهندي الأحادي الجانب نحو العمل العسكري قد يهدد استقرار المنطقة، لا سيما في جنوب آسيا النووية.

وقال بلاول: “نحن ملتزمون بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والحق في الدفاع عن النفس، واحترام القانون الدولي”، مضيفاً أن “سلوك الهند قد يؤدي إلى تصعيد كبير”

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى لعب دور فعال في إعادة تفعيل اتفاقية مياه نهر السند، واصفاً تصرفات الهند بأنها بمثابة فرض حرب مائية على باكستان

باكستان تريد السلام والحوار، لا الصراع

وجدد بلاول موقف باكستان الثابت بالسعي للسلام والحوار مع الهند قائلاً: “موقف باكستان واضح — نحن نرغب في السلام والمفاوضات”

وأكد التزام بلاده بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشدداً: “لكن السلام مستحيل دون حل قضية كشمير. يجب احترام حق الكشميريين في تقرير المصير”. وأضاف أن القوات الباكستانية مستعدة للرد الحاسم إذا استفزت، لكنه أكد أن “الدبلوماسية يجب أن تظل الخيار الأول”

رد المجتمع الدولي

رحّب الأمين العام أنطونيو غوتيريش برغبة باكستان في السلام، وأكد التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم الجهود الرامية إلى خفض التوتر وتعزيز السلام والاستقرار في جنوب آسيا. وقال: “ستواصل الأمم المتحدة دعم جميع المبادرات الهادفة إلى حل النزاعات بطرق سلمية”

لقاء مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة

كما التقى بلاول مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، في نيويورك، حيث أعرب عن قلقه الشديد إزاء تزايد العدوانية الهندية وحملات الدعاية السلبية ضد باكستان

ودعا المجتمع الدولي إلى لعب دور نشط في إعادة تفعيل اتفاقية مياه نهر السند، محذراً من أن تعليقها قد يؤدي إلى عواقب إنسانية خطيرة، وقد يشعل حروب مياه مستقبلية في المنطقة. وقال: “تعليق المعاهدة يخلق سابقة خطيرة”، مضيفاً أن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الوحيد للسلام

وأكد فيليمون يانغ التزام الأمم المتحدة بمبادئ ميثاقها، مشدداً على أهمية احترام القانون الدولي كأساس لتحقيق السلام العالمي