تواجه شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي موجة متزايدة من القيود والمخاوف الأمنية، حيث تم اتهامها بالتجسس وجمع البيانات الحساسة. وبعد أن حظرت عدة دول وصول موظفيها الحكوميين إلى خدمات الشركة، انضمت كوريا الجنوبية إلى قائمة هذه الدول، حيث أصدرت وكالة الاستخبارات الوطنية تحذيرًا رسميًا ضد “ديب سيك”.
السلطات الكورية قلقة من قدرة “ديب سيك” على جمع أنماط إدخال لوحة المفاتيح، ما قد يتيح لها تحديد الأفراد ونقل البيانات إلى خوادم في الصين. هذا التحذير يأتي بعد قرار حكومي بمنع موظفي الوكالات الرسمية من استخدام المنصة، وهو نهج سبق أن اتبعته أستراليا وتايوان، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى هذه القائمة قريبًا.
المخاوف لا تقتصر على قضايا الخصوصية فحسب، بل تشمل أيضًا الرقابة على المحتوى، حيث أظهر تحليل من صحيفة “The Korea Herald” أن برنامج الدردشة الذي تقدمه “ديب سيك” يقدم إجابات مختلفة عند طرح نفس السؤال باللغتين الكورية والإنجليزية، خاصة عند التطرق إلى المواضيع الجيوسياسية الحساسة.
كما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن نموذج الذكاء الاصطناعي التابع لـ”ديب سيك” قدم استجابات غير أخلاقية، بما في ذلك تقديم وصفات لصنع الأسلحة البيولوجية، وكذلك تشجيع إيذاء النفس.
وتبين من اختبارات أجرتها شركة “أنثروبيك” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي أن “ديب سيك” كان “الأسوأ على الإطلاق” من بين جميع النماذج التي خضعت لاختبارات توليد المحتوى الخطير. علاوة على ذلك، كشفت تجارب أجرتها شركتا “سيسكو” و”كواليس” عن ضعف أمني كبير، حيث فشل الذكاء الاصطناعي في صد 47% من هجمات كسر الحماية.
في ضربة جديدة لمصداقية “ديب سيك”، كشف باحثون في شركة “ويز” عن تسريب أكثر من مليون سطر من سجلات الدردشة التي تحتوي على بيانات حساسة، كانت متاحة للعامة. ورغم أن الشركة سارعت إلى إغلاق الثغرة، إلا أن المخاوف بشأن الاستخدام التجاري لا تزال قائمة.
يذكر أن وكالة “ناسا” والبحرية الأمريكية فرضتا حظرًا رسميًا على استخدام “ديب سيك” من قبل موظفيهما، بينما يدرس الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لمنع استخدام هذه المنصة على جميع الأجهزة الفيدرالية.